2015/12/11

عربيّات


العراق اليمن سوريالبنان ليبيا
تكاد تجمع مختلف اوساط المجتمعات العربية من المحيط الى الخليج على طرح سلسلة من الاسئلة على نفسها، وعلى الآخرين، كلها من منطلق محلي، ولكنها “ويا للغرابة” تبدأ بجملة واحدة هي عبارة عن ثلاث كلمات “هل كان يجب …” ليجد الجميع ان الاجوبة ستكون متقاربة جداً لجهة المضمون او الاهداف من تلك الاسئلة!
فهل كان يجب ان يحدث ما حدث من تطورات دراماتيكية في تونس، وصلت الى حد احراق بعض الناس انفسهم لكي تصل البلاد الى حال من الخوف من هذا الاقتحام الارهابي او ذاك، وليعيش المواطنون في هاجس وقلق غير مسبوقين؟
وهل كان يجب ان تتشلع ليبيا بين المنظمات الارهابية وليهيم اهلها في هذه الصحراء او تلك، كي ينتظر المواطنون الموت من كل الجهات، حتى بات البلد وكأنه حانة ارهابية بامتياز؟
وهل كان يجب ان تُدفع اليمن الى خنادق الموت بين حروب داخلية وخارجية، لكي يتحول المواطنون الى اقرب ما يكون من “فئران التجارب” لحفظ رؤوسهم من الهلاك، اما رمياً بالمدفعية والصواريخ او قصفاً بالطائرات؟
وهل كان يجب ان يعيش اهالي مصر العروبة وارض الكنانة هواجس اقل ما يقال فيها انها بين شاقوفي العروض الاقتصادية الملغومة، في مقابل ولوج متاهات التدخل ضد مواطني هذا البلد العربي او ذاك، او انتظار ما قد ياتي من سيناء عبر الارهاب؟
وهل كان يجب ان يتم تدمير العراق وتشتيت قدراته العسكرية والاقتصادية، ونهب ثرواته وتهجير ثلث سكانه ماعدا الذين قتلوا بالتفحيرات الارهابية، وبالتالي ابقاء مواطنيه اسرى المخططات اللعينة؟
وهل كان يجب استيراد عشرات الآف المقاتلين من كل اصقاع الارض من اجل محاولة تشليع سوريا عبر مئات الآف القتلى والجرحى، قبل ان يرى كبار مسؤولي العواصم الغربية انه يجب عليهم التعاون مع الدولة السورية الممثلة برئيسها المنتخب وحكومتها الشرعية بعد ان بات الارهاب في عقر دارهم؟
وهل كان يجب على اللبنانيين انتظار سنة وسبعة اشهر بدون رئيس للجمهورية، وما سبقها من ست سنوات عجاف تغلغل فيها الفساد وجرى تغييب المسؤوليات لتصل الدولة الى حافة الانهيار والفوضى، ورفض اية خطوات جدية لاعادة هيكلة البنيان،
بعض المراقبين يصنّف ذلك في سياق ما يُسمى بالمؤامرات التي تهدف الى شرذمة كل ماهو بوتقة عربية لاستبدالها بمخلوقٍ شرق اوسطي، يستوعب كل ما هو غير ممكن في المفهوم القومي. والبعض الآخر يرى في ذلك ترجمة للاستراتيجيات المشبوهة التي تعمل من اجل بناء هذا الشرق على اسسٍ بعيدة كل البعد عن تاريخه العريق. فهل سيحسن اهل هذه الارض من استيعاب التطورات والصمود للوصول الى ما يشتهون؟