2015/12/23

الرئيس التوافقي رشيد لبكي: ان الذين تسلموا مقدرات الوطن بنوا عروشا من الكرتون؛أربعة عهودهم الرؤساء امين جميل الى الياس الهراوي وأميل لحود الى ميشال سليمان فشل السياسيين الذريع أوصل البلاد الى الانهيار،

مقابلة مع المرشح الرئاسي رشيد لويس لبكي (العدد 115 – كانون الأول 2015)
رشيد لويس لبكي صوت صارخ في برية الوطن

معه تعيش في زمانٍ آخر، لا يشبه المكان والزمان اللذين فيهما تعيش جمهوريّة الفساد. وفي عالمنا اليوم، من النادر أن يتذكّر السياسيون الله في أدائهم السياسي.
رشيد لويس لبكي، صوتٌ صارخ في بريّة الوطن: «الويل لكم أيّها الفاسدون، غضب الله سيحلّ عليكم، كما حلّ على جميع الذين غزوا لبنان، وأساؤوا إلى جبل الله المقدّس.»
تدخل بيته فتجد نفسك من أهل البيت.. تستقبلك العائلة بأكملها، الأستاذ رشيد وزوجته الفاضلة وولداه، ويشاركنا نَجله لويس في أخذ الصور وتَحضير بيان اللقاء ونشره إلكترونيّاً. عائلة حوّلت بيتها إلى بيت للناس، وعاشت تَحت رعاية الله.
أنت مرشّح لرئاسة الجمهوريّة تَحت شعار: «بإذن الله». وفي السياسة، نادرًا ما يعتمد السياسيّون على الله، لأنهم لا يستطيعوا أن يَجمعوا بين الله الصالح والسياسة الخاطئة. لماذا اخترت هذا الشعار؟
لأنّ تاريخ السياسيين منذ الاستقلال وحتى اليوم، تاريخ يدلّ على الخطأ التام والفاضح تِجاه الله والوطن. ويسألني الكثيرون: «علامَ تعتمد للوصول؟»، فأجيب: «إنّ جميع الذين تسلّموا مقدّرات الوطن بنوا عروشاً من الكرتون، ولم يبنوا على الصخر. علمًا أنّ لبنان هو جبل الله المقدّس.»
ما الذي دفعك لدخول المعترك السياسي على ساحة سياسيّة أساسها من الكرتون؟
أمام هذا الفشل الذريع للسياسيين، والذي أوصل الوطن إلى الانْهيار، شعرتُ بواجبي أن أساهم في قيادة السفينة إلى ميناء الخلاص، وإلاّ ما كان أحوجني إلى ذلك، وأنا مكتفٍ بكلّ ما وهبني إيّاه الخالق. إنّها رسالتي تجاه الله والشعب. وأنا مدعوم من الله وحده لأنّ قضيّتي هي إرضاء الله. وأنا متأكّد في هذه المرحلة من تاريخ لبنان، لن يأتي رئيس جمهوريّة إلاّ وهو مدعوم من الله وحده.
على من تلقي اللوم في الانهيار الاقتصادي؟
بدأ الانهيار منذ أربعة عهود. ففي عهد الرئيس أمين الجميّل انهارت قيمة الليرة اللبنانية، وبلغت ديون لبنان حوالي ستمئة مليون دولار. بعده جاء عهد الرئيس الياس الهراوي فزاد الدين العام إلى حوالي 20 مليار دولار. تسلّم الحكم الرئيس اميل لحود فوصل الدين إلى حوالي 40 مليار دولار. وجاء عهد الرئيس ميشال سليمان فوصل الدين الى حوالي 70 مليار دولار. لم يعمل أحد منهم إلى وضع حدّ لتوقيف الدين على الأقل. أنا لا اتّهم أحدًا منهم، ولكن أتساءل لماذا لم يوقفوا الدين.
ما سبب زيادة الدين بهذه النسبة؟
سبب الدين هو الفساد في الإدارة اللبنانية، والارتكابات المستمرّة. واليوم إذا وصل رئيس غير قادر، سيقفز الدين العام إلى ما فوق المئة مليار دولار، وسينهار الوطن بأكمله.
أيّ رئيس تراه مناسبًا للقيام بتوقيف الدين وإنقاذ الوطن؟ وهل ستحصل انتخابات رئاسيّة قريبة؟
أنا أُطمئن اللبنانيين أنه سيأتي رئيس قادر واستثنائي، والانتخابات ستحصل في أيّار 2017 – صنع في لبنان – مع عدم التدخّل الخارجي. وأنا ضدّ التدخّل الخارجي حتى أنني ضد الأسباب الآيلة إلى صدور تقرير الفاتيكان الأخير، حيث أصدر الفاتيكان تقريرًا مفاده «أنّ الكنيسة المارونيّة من حجر وقلوب القيّمين عليها بلا رحمة، وأصبح الشعب الماروني خدمًا لدى رجال الدين». مع أنّ المسيح كان مثالاً عندما قال: «ماجئتُ لأَخدم بل لأُخدَم».
بحسب معرفتك، هل تسير الكنيسة المارونيّة بنفس التوجّه الخاطئ للسياسيين؟
هذا ما أراه، وخاصّةً في المستشفيات والجامعات والمدارس التابعة لها. ولكن أؤكّد أنه خلال سنتين من اليوم، سيحصل تغيير جذري في الكنيسة المارونيّة، وسينزل النسّاك ليديروا مؤسسات الكنيسة التربويّة والصحيّة والروحيّة. الراهب يَحمل نور الله، وعندما يفقد نور الله، لا لزوم لرهبنته، وعليه أن يرحل، فلا يَحقّ له تسلُّم مقدّرات الشعب ومشاركة السياسيين في الفساد.
أنتَ تنتفض على الكنيسة المسيحيّة وتَدخُّل الفاتيكان في شؤون الناس، علمًا أنّ كلّ طائفة لها مَن يتدخّل لمصلحتها من الخارج. هل نطبّق ذلك فقط على المسيحيين؟
لا فرق بين دين وآخر، وأنا ضدّ أيّ تدخّل خارجي. نَحن لبنانيون وطائفتنا واحدة، نستطيع الحصول على دعم خارجي إنْمائي، ولكن من دون تَحريض فريق على آخر.
تقول انه سيكون لنا رئيس قوي استثنائي في أيّار 2017، وبدأ التغيير الجذري في الكنيسة نَحو الإصلاح وسيُنجَز خلال سنتين. على ماذا تعتمد لتحديد هذه التواريخ وهذه الأحداث؟
إنطلاقًا من تعلّقي بالله واستنادي على قوّته تعالى. وهذا ما أراه أنا. قد يتحقق ذلك وقد لا يتحقق. ولكن أنا متفائل وأستمدُّ تفاؤلي من الله.
ما هي مواصفات الرئيس الآتي؟
لبنان على شفير الهاوية. إذا أتى رئيس له ماضٍ سياسي أو اقتصادي أليم من الذين نعرف تاريخَهم، سيتدمّر لبنان نهائيّاً. لأنّ الدين العام سيتخطّى المئة مليار. هؤلاء الفاشلون عجزوا عن رفع النفايات من الشارع فأغرقوا الوطن بالنفايات.
أنا أهدّد جميع الذين فرّطوا بِمقدّرات الوطن، فضربات الله ستحلّ بهم جميعًا، وعليهم أن يقرأوا علامات ضربات الله ويراجعوا حساباتهم قبل فوات الأوان.
لبكي: يجب الحدّ من تأثير الأحزاب وأن يكون الجيش فوق الجميع
 
أنت تقول أنّ الرئيس الآتي عليه توقيف الدين. ماذا لو كنتَ أنت الرئيس الآتي، ما هو مخططكَ الاقتصادي لتوقيف الدين؟
أنا أعددتُ برنامج عمل بوحي من الله، بعد أن درست المتطلّبات التي توقف الدين، لا بل تقلّل قيمة الدين، وتساهم في مساعدة الشعب إنْمائيّاً.
أوّلاً: أُوقف مزاريب الهدر، كإلغاء وزارة الأشغال، وأسلّم الجيش اللبناني أعمال وزارة الأشغال لإلغاء التنفيعات، مع إشراك المجتمع المدني مع الجيش والعمل 24/24 في جميع إدارات الدولة. ما قيمة الفرص في الأعياد ما دام الشعب الفقير لا يستطيع أن يشعر بالعيد؟ الفقير يَجب أن يعيش البحبوحة ليشعر بالعيد. ففي أيام الأعياد نعيّد المسؤولين ورجال الدين، ونَحن جائعون ليس لنا ما نأكله في ليلة العيد الباردة.
كما أنّ النفط يساهم بشكل كبير في تسديد الدين العام وتَحسين أوضاع الناس. ولكن استخراج النفط في ظلّ مسؤولين غير صالحين، سيؤدّي إلى فساد آخر، حيث لن تفيد عائدات النفط إلاّ سماسرة السياسة الذين نعرفهم كلّنا.
السياسيّون اليوم يُحكمون قبضتهم على كلّ شيء، فكيف نستطيع التحرّر من قبضتهم؟
هؤلاء السياسيون يقبضون من الشعب ويعطّلون أعماله. هل يَحقّ للنواب تعطيل الجلسات؟ هل في القانون ما يُجيز تعطيل أمور الوطن؟ ماذا نرى بين السياسيين والحزبيين عندنا غير الخلافات والعرقلة والفساد ومفاهيم متناقضة للثوابت والميثاقيّة؟ الثورة آتية للإطاحة بالجميع بضربات من الله. لا يَجوز أن نَختار سياسيّينا عشوائيّاً، إنّما على أساس سلوكهم وتاريخهم وإخلاصهم لوطنهم.
أقول لكم انني في حال وصولي إلى الرئاسة في أيّار 2017، ستتشكّل حكومة خلال ساعات، لا تشارك فيها الأحزاب، إنّما «ناس شبعانين». على سبيل المثال سيكون رئيس الحكومة «محمد الحاج ديب» من فنيدق عكار، وهو إعلامي كبير.
ولكن بعد اتّفاق الطائف لا يستطيع رئيس الجمهوريّة تعيين رئيس للحكومة إلاّ بعد استشارات نيابيّة ملزمة.
سأفرضه فرضًا. وإذا كان مناقضًا لاتّفاق الطائف، فليشرحوا لنا الحلول التي قدّمها اتّفاق الطائف للمسائل العالقة اليوم. هل اتّفاق الطائف نصَّ على التعطيل الذي نراه اليوم في وجه اتّفاق الطائف؟
عند وصولك، هل ستدعو مجلس النواب إلى تعديل اتّفاق الطائف؟
مع هؤلاء النواب لا تستطيع إلاّ أن تبيع وتشتري. كلّ ما يُمكن أن ينجزوه، يكون مقابل ثَمن وليس من أجل الوطن. انا أدعو جميع الدول في العالم، حيث هناك حسابات ماليّة أو عقاريّة لمسؤولين لبنانيين أو لأتباعهم بطريقة مشبوهة، أن تعمد هذه الدول على حجز مُمتلكاتهم وإعادتها للشعب اللبناني. فكيف يكون الوطن مديونًا وزعماؤه أثرياء؟!
في لبنان لا نُحاسب أحدًا. وإذا حُكِمَ على الموظّف الفاسد الصغير، لا يُحاكَم مَن غطّاه من المسؤولين الكبار.
يَجب الحدّ من تأثير الأحزاب، وأن يكون الجيش فوق الجميع، فيُحاسَب المرتكب، لأنه هو الذي أقسم على حماية الوطن. كما يَجب الحدّ من إعطاء تراخيص الأسلحة.
ولكن الجيش يعمل بناءً على القرار السياسي وليس له استقلاليّة القرار.
هل نستعمل الجيش في مواقع الخطر ونبعده عن الشأن العام؟ لماذا نستدعي الجيش ليموت في المعركة، ولا نسمح له بِمعاقبة المرتكب. يَجب أن يوجّه الجيش رسائل تنبيه للمسؤولين الفاسدين، فيكون عصا رادعة بوجه المرتكبين.
هذا الجيش الذي نرسله إلى الموت ليدافع عنّا، أولاده ما زالوا مخطوفين مع داعش منذ سنة ونصف، ألم يكن هناك من خطّة لإنقاذهم من اليوم الأوّل؟
من اليوم الأوّل كان يَجب استكمال المعركة وكانت الدولة نَجحت في إنقاذهم، على غرار معارك طرابلس، يوم خُطِفَ عسكريّون وتابع الجيش المعركة فخلّصهم. إنّ العسكريين المخطوفين يَموتون كلّ يوم آلاف المرّات.
ننادي بقانون انتخاب جديد. مَن سيسنّ القانون والنواب مستفيدون من القانون الحالي؟
ليس المهم القانون بل المهم أن نَمنع جميع النواب الحاليين والسابقين من الترشّح، مع فتح الباب لنواب جدد لا صلة لهم بالأحزاب. وإذا لم يستطع الشعب اختيار مسؤولين من خارج النادي السياسي، فلا يَجوز بعد ذلك أن يلوم الشعب أحدًا، لأنه هو عجزَ عن حسن الاختيار. هؤلاء المسؤولون تُجّار، ولا يَجوز أن يكون المسؤول أو الحاكم تاجرًا، لأنه الرابح الوحيد لجميع مناقصات الدولة.
وأخيرًا ماذا توجّه لقراء العالـميّة وللشعب اللبناني؟
أشكر العالـميّة على هذه المقابلة، وأعدكم أنّ النصر الآتي في أيّار 2017، سيكون نصرًا لجميع اللبنانيين وليس لي وحدي. سيتغيّر كلّ شيء نَحو الأفضل بإذن الله.
وفي الختام قدّم لبكي إلى رئيس التحرير لوحة جبل الله المقدّس، وبدوره عساكر قدّم إلى لبكي كتابه الجديد «النور الساطع».